روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | أخطاء قد تنسف حياتك الزوجية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > أخطاء قد تنسف حياتك الزوجية


  أخطاء قد تنسف حياتك الزوجية
     عدد مرات المشاهدة: 2561        عدد مرات الإرسال: 0

طبيعة الحياة الزوجية يتخللها بعض الإختلافات الفكرية والسلوكية، لكن المشكلة قد تكون على حافة الخطر حين تصير الإختلافات جوهرية ناتجة عن سلوكيات سيئة، وكما يصنف لنا المختصون، فإن بعض السيدات تكون صبورة وحليمة ولديها من القدرات العقلية والإنفعالية ما يجعلها تواجه مشاكل الزمن والحياة بطريقة مثلى وخاصة مع زوجها، وهذه المرأة تعلم أن أسرار الحياة الزوجية مقدسة فتعمد إلى مواجهتها بكثير من المسئولية، بينما الجانب الآخر من السيدات لا يمتلك فن الصبر فتعمد إلى البلبلة في كل لحظة وتشكو على الدوام من الاختلاف، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل أكبر مع زوجها، وربما ينتهي الأمر بالإنفصال.

= ليس من المودة والتراحم كثرة التشكي والتأفّف من معيشة زوجك ورزقه، فكوني قنوعة وإشكري زوجك على ما يجلبه لك من طعام وشراب وثياب.. وغير ذلك مما هو في قدرته، وإجتنبي جحده، فإن هذا من موجبات دخول النار، فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقبة هذا السلوك غير السوي من الزوجة عندما ذكر أن أكثر أهل النار من النساء، فلما سُئل عن سر ذلك قال: «لأنهن يكفرن العشير»، أي التنكّر للخير وكثرة الشكوى.

فلتحذري من هذا السلوك، فالعاقبة غير حميدة في الدنيا وكذلك الآخرة، وإن قصر معك الزوج في بعض حقوقك أو بدت لك حاجة فقدمي بين يدي طلبك عبارات فيها ثناء وذكر لأخلاقه الجميلة ثم إذكري حاجتك، وإياك وإنكار الجميل وجحود مواقفه الرائعة معك فإن ذلك من كفران العشير، وهو أعظم ما يفسد الود بين الزوجين.

= أسرار البيت أمانة يجب عليك المحافظة عليها وتفريطك بها يذهب ثقة زوجك بك، فإحذري أن تكون أسرار بيتك موضوعًا لثرثرتك أو فضفضتك مع قريناتك، كما قد يخيل إليك، ولا تظني أن صديقتكِ أو جارتكِ ستحفظ سرك الذي ضاق به صدركِ، وقديمًا حذرت أمامة بنت الحارث إبنتها في وصيتها المشهورة قبل زواجها فقالت: فإن أفشيت سره فلن تأمني غدره.

قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} [النساء:34] وهذا كله خبر، ومقصوده الأمر بطاعة الزوج والقيام بحقه في ماله وفي نفسها في حال غيبة الزوج، فقوله تعالى {فالصالحات} أي من النساء التي يؤدين حقوق الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وحقوق أزواجهن من الطاعة والتقدير والاحترام {قانتات} أي مطيعات لله في أزواجهن {حافظات للغيب} الغيب خلاف الشهادة، أي حافظات لمواجب الغيب، إذا كان الأزواج غير شاهدين لهن، حفظن ما يجب عليهن حفظه في حال الغيبة من الفروج والأموال والبيوت {بما حفظ الله} أي بحفظ الله إياهن وعصمتهن بالتوفيق لحفظ الغيب فالمحفوظ من حفظه الله، أي لا يتيسر لهن الحفظ إلا بتوفيق الله، أو المعنى: بما حفظ الله لهن من إيجاب حقوقهن على الرجال، أي عليهن أن يحفظن حقوق الزوج في مقابلة ما حفظ الله لهن حقوقهن على أزواجهن حيث أمرهم بالعدل عليهن وإمساكهن بالمعروف وإعطائهن أجورهن، فقوله بما حفظ الله يجري مجرى ما يقال: هذا بذاك، أي في مقابلته، وفي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم: «خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك» صحيح الجامع: 3299.

= أشعريه دائما بالأمان والثقة وبأنك تتمنين أن تطول الحياة بكما معا ومع أطفالكما، وإبتعدي عن الأحقاد، ولا تحقري أعماله ولا مشترواته، ولا تقللي من شأنه أو من شأن وظيفته أو شهادته، فهذه التصرفات إن وقعت فيها سوف تنسفين كل ركائز المحبة والإحترام بينكما.

= إياك أن تشعريه بأنه مقصر معك عاطفيا، وأنه جامد لا مشاعر له، وأنك متضايقة من تبلد أحاسيسه.. فكل ذلك سيزيد جموده وتبلده، بل ربما يؤدي إلى عناد منه يدفعه للزيادة في إهمالك، وعلى العكس تماما بالغي في إطرائه ومدحه على أمور فعلها لك ولم يلق لها بالا.

= إياك أن تقارنيه مع أبطال الأفلام والمسلسلات سواء ظاهريا أو ضمنيا فلا يشعر هو بذلك منك، وأشعريه بأنك سعيدة جدا مع زوج ديّن يصونك ويرعاك، ويحافظ ويخاف عليك، ويوفر لك ما تريدين، وتتعاونين معه على تربية أبناءكما، ومن ثم على طريق الجنة، وأن عقلك أكبر بكثير من ذلك الذي ترينه في وسائل الأعلام من خداع وتزوير للحقائق والواقع.

= هناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء من جراء جدالها معه ومناقشتها إياه، والحياة بهذه الطريقة لا تستقيم، فالجدال يعمل على إختلاف القلوب، وكثرته تؤدي إلى النُّفرة، قال صلى الله عليه وسلم: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم» صحيح الجامع: 7256.

ومع كثرة الإختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليها، ولا يكون هناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي أمر إلا بعد نقاشٍ أو جدال، وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أي النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر».. فتحدثي معه بكل هدوء ومنطقية وبما يفيد، ولا تكرري الكلام بدون فائدة، وإبتعدي عن الدعاء عليه بالسوء أو التهديد فكلا الطريقتين لا فائدة منها إلا زيادة الحقد والمشاكل، بل أبدلي الجدل بالتفاهم، وأبدلي الدعاء السيئ بالنصح والإرشاد.

وإياك من كثرة العتاب أو رفع صوتك عليه في المناقشات أمام الأولاد أو في الأماكن العامة، ولكن أخري ذلك إلى خلوتك به، وإنتظري حتى تهدأ نفسه ويسكن غضبه، وخاطبيه بصوت منخفض وكلام مؤثر وعتاب المحب فحينها سيتأثر ويستجيب، ولتعلمي أن الرجل ذو أنفة وحمية لا يناسبه غالبا إلا هذا الأسلوب الناعم اللطيف، وكثير من النساء تفقد زوجها لجهلها هذه الحقيقة.

= تقبلي الوضع الخطأ وعالجيه بذكاء.. فإذا عاد زوجك في وقت متأخر من الليل -مثلا- فلا تصرخي في وجهه وتثيري ضجة، لأنه حين يأتي متأخراً يكون شعوره حافلاً بالذنب، فحاولي أن تشعريه أنك كنت خائفة من الجلوس وحدك في المنزل، أو أنك إفتقدتيه طوال الوقت الماضي.

= لا تفضحي كذبه، فأحياناً يتعمد زوجك الكذب بهدف التصالح معك وحرصاً على شعورك.

= إحذري أن تكوني مقلقة لزوجك إذا أراد منك حاجته الزوجية، أو تتبرمي بالأعذار الواهية، فقد جاء الوعيد الشديد في ممانعة المرأة لزوجها إذا طلبها لفراشه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان، لعنتها الملائكة حتى تصبح» البخاري.

= إياك والغيرة الزائدة فإنها مفتاح الطلاق.. تجنبي كثرة الأسئلة المريبة، ولا تكوني من اللواتي يفتشن الجيوب ويتنصتن على المكالمات ويتصيّدن الهفوات، خصوصاً إن كانت لك ضرّة أو ضرّات..كل ذلك مذموم وعواقبه وخيمة، وبالأخص إن كانت غيرة جنونية من أمه وأخواته ومن أمور كثيرة لا يحق لك الغيرة فيها.

= الزوجة الصالحة لا تسأل زوجها الطلاق من غير سبب يلجئها إليه -وإن استُفزّت- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة» أصحاب السنن، فأرجو أن تمحي كلمة طلقني من قاموس حياتك، فالطلاق لن يريحك ولاسيما بعد أن تنجبي الأطفال، والزوج كثيراً ما يكون متعقلا ولا يستجيب لمهاترة الزوجة، لكن الحصيلة لتلك المهاترات هو قلق الأبناء وزرع الخوف الدائم في حياتهم بالطلاق.

الكاتب: د. خالد سعد النجار.

المصدر: موقع اسلام ويب.